تركيز الشركات العائليّة في الشرق الأوسط على حوكمة العائلة

article by: Kathryn Horsley at: 1st مايو 2017 under: Blog

لطالما اعتبرت “ظاهرة الأجيال الثلاثة” حكمةً تقليديّةً حول الشركات العائلية وثرواتها. وبحسب هذا القول، تتأسس الثروة على يد الجيل الأوّل، فتنتقل إلى الجيل الثاني الذي يحافظ عليها ثم تتفتّت مع الجيل الثالث الذي يفشل في نقلها إلى الجيل الرّابع.

وتدعم التّقارير هذه الحكمة إذ تظهر أن ما يقارب نسبة 12 بالمئة من الشّركات تنجح في الوصول إلى الجيل الثالث بيد أن نسبة 3 بالمئة فحسب تصل إلى الجيل الرّابع.

ولذلك، فإنّ تخطيط الإرث قد يكفل تغّلب عائلتكم على هذه المقولة ويضمن استمراريّة إرثكم للأجيال القادمة.

حوكمة العائلة:

تكمن حوكمة العائلة بإجراء أو هيكليّة من شأنها تعليم وتسهيل التّواصل بين أفراد العائلة. ومن جهة أخرى، توفّر منتدىً للنّقاشات البنّاءة وحلّ المشاكل واتخاذ القرارات المتعلّقة بالعائلة كونها متّصلة بالشركة، بالإضافة إلى كيفيّة ارتباط الشركة بالعائلة.

وهناك قاعدة ثلاثية أخرى، ألا وهي نموذج الدّوائر الثّلاث لنظام

الشّركة العائليّة (الرسم 1) وتمّ تطوير هذا النّموذج في كليّة هارفرد

لإدارة الأعمال في العام 1982 ولا يزال يعدّ حتى اليوم إطاراً تنفيذياً

مركزياً لفهم نظم الشّركات العائليّة. ويحوي هذا المخطّط الأنظمة الثلاث

المتداخلة والمتشابكة في الشركة العائليّة، ألا وهي: العائلة، التملّك والشركة.

ولكي تتمكّن الشّركة من العمل بفعاليّة حتى مع مرور الزّمن، ينبغي أن يدرك

كل نظام كيفيّة التفاعل وتقديم الدّعم للنظامين الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك،

ينبغي على الأفراد في كل منه معرفة ما هي القرارات التي يترتّب عليهم

اتّخاذها، فهذا التفاعل والدّعم وصنع القرار هو ما يؤلّف الحوكمة

وهناك ثلاث مقوّمات أساسيّة تشكّل حوكمة العائلة وهي:

الاجتماع السّنوي العام للعائلة: وهو لقاء سنوي يجمع كافّة أفراد العائلة.
اجتماعات مجلس العائلة: وهي مخصّصة للعائلات التي تستفيد من مجموعة تمثيليّة لأفرادها الذين يقومون بالتخّطيط ووضع السّياسات وتدعيم التواصل والرابط ما بين الشّركة والعائلة.
ميثاق العائلة: وهي كناية عن مستند يحوي اتفاقاً خطياً في ما بين أفراد العائلة بشأن كافّة المسائل المتعلّقة بالشّركة. وتختلف كل شرعة عن الأخرى بيد أنها، وبشكل عام، تتضّمن التّالي: التملّك، التّصويت/ الرّقابة، هيكليّة الإدارة وأدوارها، الرؤى / الأهداف، مبادئ العمل والتّوجيهات.

لماذا تفشل بعض الشّركات العائليّة في تطبيق الحوكمة المناسبة:

تعدّ الأغلبيّة السّاحقة من الشّركات في منطقة الشّرق الأوسط وشمالي أفريقيا تحت إدارة جيلها الثاني من المالكين، فيتحتّم عليها معالجة مسألة حوكمة الشّركة وحوكمة العائلة لضمان استمراريّتها حتى جيلٍ ثالثٍ.

وتجدر الإشارة إلى أن رعاية هذه الشّركات ودعمها لتستمرّ لا يعتبران من مخاوف الأسرة فحسب إذ إنها تشّكل ما يقارب نسبة 80 بالمئة من النّاتج المحلي الإجمالي من القطاعات غير النّفطيّة فتلعب بالتالي دوراً هاماً في الاقتصاد وتؤمّن فرص عمل، سلعاً وسيولةً، ما يشكّل عوامل حسّاسةً للاستقرار المحلّي.

أما الشركات العائليّة التي تزدهر جيلاً بعد جيل، فذلك يعود إلى الاستراتيجيّات والتّخطيط الصّلب والحوكمة الواضحة. وتتميّز بعض العائلات بالحكمة والبصيرة فتبدأ اعتماد بنية تحتيّة راسخة قبل أن تدعو الحاجة إلى ذلك. أما البعض الآخر، فيلجأ إلى ذلك في اللّحظة الأخيرة فحسب بهدف إنقاذ الشّركة من الانهيار.

وهناك أسباب عديدة تحول دون لجوء أفراد الأسرة إلى الإجراءات الشّكلية للشّركة، وأبرزها التالي:

-الخوف من التّغيير: يقلق الأفراد حول ما قد يخسرونه في حال تمّ اعتماد ضوابط أكثر صرامةً في حوكمة الأسرة.

-قلّة المعرفة: قد تبدو العمليّة مرهقةً بالنّسبة إلى أفراد الأسرة الذين يجهلون كيفيّة البدء في تنفيذ شرعة العائلة.

-الصراعات العائليّة الدّاخليّة: من الصّعب لمّ شمل الأسرة عندما يتعذّر على أفرادها ايجاد ولو أرضيّة مشتركة.

-المحسوبيّة: يخشى أفراد الأسرة الذين لم يستحقّوا المركز الذي يشغلونه عن جدارة أن يخسروا منصبهم.

ولهذه الأسباب، تلجأ الشّركات الأكثر نجاحاً إلى مدير إرث عائلي محترف، فمستشار الإرث العائلي يضطلع بالخبرة والمعرفة لجعل عمليّة تنفيذ الحوكمة العائليّة أمراً سهلاً. وبالإضافة إلى ذلك، بوسعه اتّخاذ القرارات غير المتحيّزة يصعب على العائلة اتخاذها داخلياً إذ أنه طرف ثالث مستقلّ.

كيف تضمن استمرارية شركتك العائليّة حتى الجيل التّألي:

ابدأ قبل أن تدعو الحاجة لذلك: لا تنتظر حتى تقع شركتك في أزمة حتى تتطرّأ إلى هذه المشاكل، فجزء من الحوكمة العائليّة السّديدة هي التّخطيط “في أسوأ الأحوال”. وينبغي بشرعة العائلة أن تتضمّن الخطط والتّجهيزات للحالات الطّارئة. على سبيل المثال: ماذا يجب أن يحدث في حال توفّي أحد العناصر الرّئيسة في الشركة في حادث سيّارة؟

–اللّجوء إلى التوجيه المهني: من الصّعب أن تتّسم الشّركة العائليّة بالموضوعيّة التّامة. ولذلك، بوسع مستشار الإرث المحترف أن يزوّدكم بتقييم مستقلّ حول كيفيّة وضع هيكلية الشّركة بهدف الاستمرار.

-الوثوق بالعمليّة: بهدف الحصول على أفضل النتائج، يجب التّغلب على الخوف من التّغيير وتقييد حوكمة العائلة بنسبة 100 بالمئة، فالعمل الكاد سوف يعود بأرباح جمّة وسوف تكافأ بإرث عائلي تفتخر به.

للمزيد من المعلومات والايضاحات حول كيفيّة حماية إرث شركتك عبر الأجيال، يمكنك التّواصل مع:

كريم غندور: karim@legacyline.com

ماريان صغبيني: Marianne@legacyline.com

إخلاء المسؤوليّة: لقد حرصنا كثيراً على كفالة دقّة هذه المعلومات. وتجدر الإشارة إلى أنها مصاغة بمصطلحات عامّة وينبغي الاستعانة بمشورة متخصّصة قبل القيام بأي خطوة. ولا تقع على عاتقنا مسؤوليّة أي خسارة ناجمة عن تصرف قمتم به أو امتنعتم عنه باستنادكم إلى هذه المعلومات.